تأثيرنا
أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 محطة مهمة في مسيرة دولة الإمارات نحو استضافة مؤتمر "كوب 28"

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، انطلقت في أبوظبي مؤخراً فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة (ADSW). ويعد هذا الحدث مبادرة عالمية أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة مصدر، الشركة الوطنية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، بهدف تسريع وتيرة التنمية المستدامة وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وقد جاءت نسخة هذا العام، التي انعقدت تحت شعار "معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر كوب 28"، تأكيداً لالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة باتخاذ إجراءات عملية وشاملة لتقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة لقيادة جهود التحول في قطاع الطاقة. وقد وفّر هذا الحدث، الذي شهد مشاركة دولية رفيعة المستوى، منصةً عالميةً للتعاون من أجل تحويل التزامات الدول والجهات المعنية بالاستدامة إلى حلول عملية وواقعية، لمواجهة عدد من أبرز التحديات العالمية الملحة اليوم.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" قد أشار إلى أن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 يعد خطوة أساسية في مسيرة دولة الإمارات نحو استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 28؛ الذي سيقام في دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر القادم. وقال إن اختيار الدولة لاستضافة هذا الحدث العالمي البارز، يعكس جهود الإمارات المستمرة لتعزيز العمل المناخي الجاد، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والتقدم نحو تحقيق الهدف العالمي المنشود.

بدوره قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، رئيس مجلس إدارة مصدر، والرئيس المعيّن لمؤتمر كوب 28، إن هذا هو الوقت المثالي والملائم لقادة العالم والمسؤولين والمهتمين في قضايا التغير المناخي للالتقاء معاً وبحث السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الجماعية المشتركة في مجال مواجهة التحديات المناخية. مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتشرف بتنظيم أسبوع أبوظبي للاستدامة واستضافة مؤتمر كوب 28 في وقت لاحق من هذا العام، واستقبال القادة والمسؤولين والمهتمين في مجال المناخ، لمناقشة مختلف القضايا وإبرام الشراكات وإيجاد الحلول اللازمة لدعم مبادرة الحياد المناخي من أجل مستقبل أفضل للجميع.

من جانبه قال خلدون خليفة المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في مبادلة: "تمثل قضايا المناخ وتحول الطاقة ركناً أساسياً في خططنا الوطنية، وتحرص مبادلة، باعتبارها مستثمراً عالمياً مسؤولاً، على التعاون مع صناديق الاستثمار السيادي وشركاء الاستثمار من أجل بحث ومناقشة قضايا التغير المناخي بما يحقق نتائج إيجابية للأفراد والمجتمعات".

مشيراً في هذا الصدد إلى أن: "أسبوع أبوظبي للاستدامة استطاع اكتساب مكانة مرموقة كمنصة للابتكار في مجالات المناخ والطاقة وتكنولوجيا الاستدامة، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا الزخم حتى موعد انطلاق مؤتمر الأطراف كوب 28 في أواخر العام الحالي".

وقد حظي أسبوع أبوظبي للاستدامة بمشاركة عالمية واسعة، فقد شهدت فعالياته أكثر من 36 ألف مشارك من 170 دولة، إضافة لحضور ومشاركة 13 رئيس دولة وأكثر من 600 متحدث عالمي. وعلى مدار ستة أيام، وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة، مما يعزز مكانة وريادة دولة الإمارات في مجال العمل المناخي.

وإلى جانب القمة العالمية للاستدامة، والتي ناقشت مجموعة من القضايا ومن أهمها مؤتمر كوب 28 والطريق نحو الحياد المناخي، وقضايا التكنولوجيا التحويلية وتمويل العمل المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة، شهد الأسبوع أيضاً انعقاد أول قمة للهيدروجين الأخضر ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، وذلك لتوفير مظلة لمناقشة تطوير اقتصاد الهيدروجين في الإمارات، والطاقة الخضراء في أفريقيا وسلسلة قيمة الهيدروجين.

وعلاوة على ذلك، وفّر أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة لإشراك الشباب والنساء وتمكينهم في مجال الاستدامة استعداداً الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف كوب 28. فقد استقطب مركز الشباب من أجل الاستدامة أكثر من 3,000 من القادة والخبراء ورجال الأعمال والشباب لمناقشة سبل تعزيز مشاركة الشباب في قضايا العمل المناخي. كما استضاف ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة السنوي، شخصيات مؤثرة من جميع أنحاء العالم لمناقشة قضايا "تمكين المرأة لقيادة التكيف مع المناخ".

كذلك اشتملت فعاليات الأسبوع على سلسلة من حلقات النقاش ضمن منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة". وقد شاركت حنان اليافعي؛ المدير التنفيذي لوحدة الاستثمار المسؤول في مبادلة في مائدة مستديرة تحت عنوان: "التعليم والتدريب لمعالجة قضايا تغير المناخ".

وأكدت اليافعي في حديثها الحاجة لتضمين موضوعات تغير المناخ في جميع مراحل التعليم، وضرورة توعية وتثقيف المعلمين بشأن الاستدامة والتوعية بقضايا المساواة بين الجنسين في سن الشباب. وأكدت اليافعي أن تغير المناخ هو تحد عالمي يتطلب تضافر جهود جميع القطاعات. وأضافت: "من منظورنا كمستثمرين، فإن طريقة استجابة الشركات لمثل هذه التحديات تؤثر على كيفية اتخاذ القرار، ويمتد التأثير أيضاً إلى سمعة الشركات التي يستثمرون فيها ومدى نجاحها أو فشلها في خلق قيمة إضافية".

وضمن فعاليات منتدى الشباب الرابع للاستدامة، شاركت فاطمة المرزوقي مديرة شؤون التوطين في مبادلة، في جلسة حوارية حول أهمية تكيّف الشباب وبناء القدرات والمهارات، وقد تطرقت في كلمتها لأهمية التركيز على المواهب والكوادر الشابة كمفتاح لمستقبل القوى العاملة.

وقالت: "نحتاج في جميع قطاعات الدولة لكوادر بشرية مؤهلة لمواصلة مسيرة التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات والمساعدة في تحقيق هدفنا المتمثل في إنجاح مبادرة الحياد المناخي بحلول عام 2050". وأشارت في هذا الصدد إلى: "أهمية الاستمرار في تجاوز توقعاتنا، وتنمية مهاراتنا، والبقاء دوماً في الصدارة، خصوصاً وأننا نعيش في عالم رقمي، حيث يكون الذكاء الاصطناعي في مقدمة جهود التنويع الاقتصادي وتحتل عملية تسريع الاستدامة صدارة اهتمامات العالم".

إن تطوير الكوادر البشرية الوطنية ظل دائماً محور الاهتمام والتركيز لدى شركة مبادلة. وتفخر الشركة بإطلاق وتطوير البرامج المخصصة لإعداد القادة الشباب لمهنهم المستقبلية، وتحظى مبادلة بشراكات استراتيجية مع مختلف الأوساط الأكاديمية والجهات والمؤسسات المختلف في القطاعين العام والخاص لتزويد الشباب بفرصة لتطوير مهاراتهم، واكتساب معارف وخبرات جديدة على الدوام.

وفي هذا السياق قالت المرزوقي: "لدينا في مبادلة العديد من البرامج التدريبية، وبرامج توعية للشباب، والتي تلبي أهداف التوطين، وتسهم في تنمية واستدامة اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة".

ومن خلال مبادرات دولية مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة، واستضافة الدولة مؤتمر كوب 28 في وقت لاحق من هذا العام، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها وريادتها على المستويين الإقليمي والعالمي، كما تعزز دورها وجهودها من أجل مستقبل مستدام للبشرية.

human