المنتدى الاقتصادي العالمي الذي استضافته مدينة دافوس السويسرية في فبراير الماضي، انعقد في وقت يواجه فيه العالم مجموعة من التحديات الكبرى: من تغيّر المناخ إلى أزمة الطاقة إلى التوترات الجيوسياسية.
ونظراً لحجم تلك التحديات وتأثيرها الواضح، تبرز الحاجة بشكل مُلّح لتضافر الجهود العالمية من أجل مواجهتها، إضافة لأهمية تطوير خطط لتعزيز المرونة والقدرة على التكيّف بما يتلاءم مع تلك التحديات وتعقيداتها.
وقد شهد الاجتماع السنوي للمنتدى الذي عُقد تحت عنوان "التعاون في عالم مجزأ"، مشاركة العديد من القادة الحكوميين، ومسؤولي الشركات وقطاعات الأعمال وممثلي المجتمع المدني، الذين اجتمعوا لمناقشة مستجدات الحالة العالمية الراهنة، وبحث الأولويات للعام المقبل.
وفي جلسة حوارية على هامش فعاليات المنتدى، أكّد خلدون خليفة المبارك؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة، أهمية اعتماد نهج ثلاثي الأبعاد إذا ما أريد للدول والشركات أن تتمتع بالمرونة المطلوبة. ويرتكز هذا النهج على: ضرورة اعتماد رؤية عالمية، والعمل وفق منهجية طويلة الأمد، واستثمار إمكانات الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
فمع تحوّل العالم اليوم ليصبح عالماً متعدد الأقطاب، تبرز الحاجة شكل كبير لتقوية وتعزيز آفاق التعاون العالمي المشترك، وإزالة الحواجز أمام التجارة ومجالات الاستثمار.
ويعد نهج الاستثمار طويل الأمد ركيزةً استراتيجيةً لمبادلة، حيث ساهم على مدى عقدين من الزمن، في دعم وتعزيز الاقتصاد الإماراتي ليصبح متنوعاً ومتكاملاً مع الاقتصاد العالمي، من خلال الاستثمار على المستويين المحلي والعالمي، لتحقيق عوائد مالية مستدامة. وتعمل مبادلة اليوم على توظيف استثمارات في عدد من أبرز القطاعات الواعدة والرائدة عالمياً، مثل أشباه الموصلات والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي، وتحرص على القيام بهذا بطريقة مسؤولة ومستدامة.
وقد مكّنت استراتيجية الأعمال هذه مبادلةَ من تحقيق عوائد مالية مجزية وبطرق متنوعة. ولعل من الأمثلة على ذلك الاستثمار في شركة "مصدر" للطاقة المتجددة، فعندما أنشأت مبادلة شركة مصدر قبل قرابة 16 عاماً، تساءل كثيرون حينها عن سبب استثمار الاقتصاد الإماراتي المعروف عنه اعتماده على مصادر الطاقة التقليدية، في مصادر الطاقة المتجددة! واليوم تعد مصدر واحدة من أسرع شركات الطاقة النظيفة نمواً في العالم، وتتطلع لإنتاج 100 جيجاوات من الطاقة النظيفة وتوفير 1 طن متري من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وكانت مبادلة قد حددت في الآونة الأخيرة مجال علوم الحياة كمجال أعمال رئيسي يضمن استمرار النمو وتحقيق المرونة والتنويع ضمن محفظتها الاستثمارية. وأبرمت الشركة على ضوء هذا عدداً من الاستثمارات من بينها الاستثمار في شركة "بي سي آ ي فارما"؛ وهي شركة رائدة في مجال تعبئة وتغليف المستحضرات الصيدلانية وسلاسل الإمداد، وفي شركة "إنفايروتينر"؛ المزود العالمي الرائد لحلول سلسلة الإمداد التي يتم التحكم في درجة حرارتها لتوفير خدمات نقل المستحضرات الصيدلانية الحيوية.
وتتجلى المرونة التي تتمتع بها مبادلة في عدة مجالات أخرى، إذ قامت مبادلة مؤخراً ببيع عدد من الأصول الناضجة بالقيمة المناسبة وفي الوقت الملائم، إضافة لمواصلة الاستثمار في مجالات الأعمال الرئيسية، وتعزيز الاستثمارات الائتمانية الخاصة، وإنشاء أول بورصة لتجارة الكربون في سوق أبوظبي العالمي، وزيادة استثماراتها في مجال التكنولوجيا والبرمجيات.
وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن عام 2023 سيكون عاماً مليئاً بالتحديات بالنسبة للاقتصاد العالمي، ستواصل مبادلة التركيز على الفرص الاستثمارية المتاحة على المدى الطويل. ومع حرصها على التعامل مع التوجهات الكبرى التي يشهدها العالم وإدراج هذا ضمن توجهها الاستراتيجي. وستواصل الشركة كذلك مساعيها لدفع عجلة التنويع الاقتصادي في الدولة، والعمل على تحقيق عوائد مالية مجزية ومستدامة لحكومة أبوظبي.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. وعبر تصفح موقعنا هذا، أنتم توافقون على جميع ملفات تعريف الارتباط وفقاً لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.