تأثيرنا
طريق المرأة الإماراتية إلى الريادة في قطاع الطاقة محلياً وعالمياً

بقلم زينب العلي، رئيسة قسم التوعية وعلاقات الشركاء في شركة "مصدر" (مقال مقتبس من مشاركتها في آخر حلقة ضمن سلسلة مبادلة ترندز أذيعت تزامناً مع يوم المرأة الإماراتية)

لعبت المرأة الإماراتية، وما تزال، دوراً مهماً في نهضة دولة الإمارات وتطورها، وذلك بفضل الدعم المستمر الذي توليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي "أم الإمارات"، للمرأة عبر العديد من المبادرات ومن بينها تخصيص يوم للمرأة الإماراتية اعتباراً من عام 2015. وقد مهّدت سموها الطريق للعديد من النساء الإمارات، وأنا واحدة منهن، لتحقيق أحلام كانت تبدو مستحيلة. وقد أصبح ذلك مصدر إلهام لي في عملي كرئيسة لقسم التوعية وعلاقات الشركاء في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".

وفي إطار مهامي في “مصدر”، فقد ساهمت في تطوير وتنمية منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، وهي مبادرة تقودها "مصدر" وتركز على تحفيز النساء من مختلف الأعمار للعب دور فعال في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية من خلال العمل على دفع عجلة الابتكار وإحداث التغيير الإيجابي.

لقد تحقق الكثير للمرأة في هذا المجال ولكن ما يزال هناك الكثير الذي يمكن عمله. هنالك حاجة للمزيد من البرامج التي تتيح الفرصة للنساء الإماراتيات لترسيخ دورهن في المجتمع وتحقيق طموحاتهن وتوفير الدعم والتشجيع لبعضهن البعض لدخول قطاع الطاقة باعتباره من القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لدولة الإمارات.

الرحلة تبدأ من دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

نحن نشهد اليوم إقبالاً كبيراً من المرأة الإماراتية على قطاع الطاقة، وهو قطاع يتطلب خلفية جيدة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد كان لمبادلة وشركائها دور كبير في توفير الفرصة للنساء الإماراتيات لاكتساب مهارات في هذه التخصصات. ولعل من أبرز الأمثلة على تلك الجهود، المنافسات الصيفية التي استضافتها مبادلة بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي .

كما تستضيف سلسلة ندوات "WiSER" الحوارية الافتراضية، والتي تركز على تبادل المعارف، خبراء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من مختلف أنحاء العالم من أجل مشاركة معارفهم وخبراتهم مع الفتيات المشاركات في برنامج الرائدات التابعة لمنصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، واللواتي يعملن في قطاعات البيئة أو الطاقة او الاستدامة أو أي من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

ومما لا شك فيه أن تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تكتسب أهمية حيوية في وقتنا الحاضر الذي تتوجه فيه الجهود نحو تعزيز ركائز اقتصاد المعرفة. فغالبية الوظائف المستقبلية ستكون في المهن التي تعتمد على تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي تخصصات ذات أهمية حيوية بالنسبة لقطاع الطاقة. وقد أشار إلى ذلك تقرير مستقبل الوظائف لعام 2018 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي حيث توقع زيادة في الطلب على محللي البيانات والباحثين العلميين حتى عام 2022.

أهمية الذكاء العاطفي

وبالإضافة إلى التخصصات الآنفة الذكر، يجب الانتباه إلى أهمية الذكاء العاطفي كشرط أساسي للنجاح في مجال العمل. فالذكاء العاطفي عنصر أساسي في اكتساب أهم 10 مهارات للثورة الصناعية الرابعة، حسبما ورد في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي . كما يؤكد 71% من مديري التوظيف أنهم يعتبرون الذكاء العاطفي أهم من معدل الذكاء.

قطاع الطاقة من القطاعات ذات الأولوية حالياً وسوف تزداد أهميته في المستقبل

لقد بات قطاع الطاقة من القطاعات ذات الأولوية في عالم اليوم، ويسهم بدور حيوي طويل الأمد في مواجهة تداعيات التغير المناخي. ولا شك أن شركة مصدر قد ساهمت في وضع دولة الإمارات في موقع الريادة على مستوى العالم في قطاع الطاقة المتجددة وجهود التصدي لتغير المناخ، ولذا فقد أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تركز النساء على هذه المجالات. ويمكننا كمجتمع أن نعمل على تطوير حلول مبتكرة لتحديات الطاقة والمناخ التي تواجه العالم.

المرأة الإماراتية رائدة بطبعها

تعتبر المرأة الإماراتية ركيزة أساسية من ركائز المجتمع، وهي أيضاً سفيرة لبلادها في الخارج. ومن خلال العديد من المبادرات، مثل منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، تستطيع المرأة الإماراتية أن تحقق التميز في قطاع الطاقة وأن تصبح نموذجاً يحتذى للنساء في كافة أنحاء العالم.

قد يعجبك أيضاً

human