تأثيرنا
يوم المرأة الإماراتية - الجزء الأول

التخطيط للخمسين: المرأة سندٌ للوطن

تحتفل دولة الإمارات في الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام، بيوم المرأة الإماراتية، ويقام احتفال هذا العام تحت شعار: "التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن"، ويأتي الشعار متوافقاً مع شعار الدولة بأن يكون عام 2020 عام الاستعداد للخمسين. حيث سيتم التعريف بدور ومساهمة المرأة في عملية التنمية، واعتبارها شريكاً استراتيجياً جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في استشراف المستقبل ورسم ملامحه والمساهمة فيه.

نخصص هذه الصفحة لتسليط الضوء على التجارب المميزة لبعض الكوادر النسوية في مبادلة، ورؤيتها لدور المرأة كسند وشريك في عملية البناء والتخطيط والاستعداد للمستقبل.

عفراء المهيري
مهندس عمليات شركة سند لتقنيات الطيران

تشغل عفراء وظيفة مهندس عمليات في شركة سند لتقنيات الطيران، حيث تساعد بشكل أساسي فريق الخدمات الفنية لمحركات V2500 في دائرة الهندسة.

وتعمل عفراء حالياً على اكتساب المعرفة، من خلالها تعاملها مع طيف واسع من الخبرات والكفاءات، التي تقدم خدمات وتوفر حلولاً هندسية متميزة لعملاء الشركة، وبصفة خاصة في مجال محركات V2500.

تخرجت عفراء في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، وتخصص فرعي في صناعة الطيران، ولديها ورقة بحثية منشورة عالمياً حول ظاهرة العزل الكهربائي والوقود الحيوي.

لدى عفراء شغف كبير بالاكتشاف، سواء كان ذلك لشخصية في كتاب، أو للغات وثقافات جديدة. وتعد السياسة والكتب من أحب مواضيع المناقشة لديها.

1. نود أن تطلعينا على مسيرتك المهنية في مبادلة؛ وما هي أبرز المحطات والفرص والتحديات التي واجهتك؟

إن الإنجازات التي حققتها في مبادلة، والفرص التي أتيحت لي، هي في واقع الأمر جزء من رحلتي التي بدأتها كخريجة عام 2016.

ولعل من أبرز الفرص التي حظيت بها هي فرصة التدريب في شركة "بوينج" والتي أكسبتني خبرات مهمة .

إضافة لهذا، كان التحاقي رسمياً بالعمل في مجموعة سند التابعة لمجموعة مبادلة، ومساهمتي في هذه الشركة الرائدة إقليمياً في مجال الصيانة والإصلاح والعَمرة.

في بداية مسيرتي المهنية في شركة سند، أتذكر كيف كنت أقضي ساعات المناوبة الطويلة في صيانة وبناء وعَمرة المحركات، وهو مشهد غير مألوف في مجال يسيطر عليه الرجال عادة.

كنت أظن أن هذا هو أول تحد لي في حياتي المهنية، إلا أنني أدركت أنه كان في الحقيقة فرصة ثمينة بالنظر إلى مقدار المعرفة التي سيتم اكتسابها.

2. من هي أبرز الشخصيات (من الرجال أو النساء) التي تعتبرينها مثالاً يحتذى في حياتك؟

من المحتمل أن تمتد قائمة الشخصيات التي اعتبرها مثالاً لي لتبلغ 10 صفحات، لكني سأختار أبرز اثنين وهما صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية السابق، والأمريكية شانون هوفمان بولسون.

فقد شغل الأمير سعود الفيصل منصب وزير خارجية المملكة العربية السعودية لأربعة عقود متتالية، وتميز على الدوام بجاذبيته اللافتة، وأخلاقه الرفيعة، ومناصرته للقضايا العادلة، وكان بحق دبلوماسياً مرموقاً.

أما شانون هوفمان، فكانت من أوائل اللواتي قمن بقيادة مروحية أباتشي في الجيش الأمريكي، وقد أتاحت لها مثابرتها ومرونتها الطريق لقيادة فصيلين جويين بل وفرقة تضم عدة فصائل، وهي امرأة تستحق أن نعرف عنها المزيد.

3. من هن النساء اللاتي كن مصدر إلهام بالنسبة لك، ولماذا؟

كاثرين نويكي، المديرة السابقة لهندسة التصميم في قسم Boeing-787 Aft، والتي تشغل حالياً منصب رئيس قسم هندسة الدفع لدى "مجموعة مووج للفضاء والدفاع".

الدكتورة عائشة بن بشر، مدير عام دبي الذكية

بيث كومستوك، نائب الرئيس السابق وكبير مسؤولي التسويق في شركة "جي إي".

مريم المنصوري، أول إماراتية تقود طائرة مقاتلة.

تأتي هولاء السيدات من خلفيات متعددة، وقد خدمن في قطاعات متنوعة، ولعبن أدواراً عديدة، لكنهن يشتركن في استراتيجية واحدة، وهي أنهن فعلن الأشياء بشكل مختلف.

فالأثر الذي تركته كاثرين في نفسي عندما قادت فريق عملها إلى أقصى إمكاناته، ما تزال موثرة وعالقة في بالي.

أما الدكتورة عائشة فهي ليست مجرد مدير عام، فأدواتها ومنهجية عملها في قيادة مؤسسة ذات رؤية مستقبلية، وخدماتها وفريق عملها، كلها أمور أعتقد أنها تستحق أن يتم تدريسها في كليات الأعمال.

وتشّكل بيث نموذجاً ملهماً لصانع التغيير، فقد دفعت شركة "جي إي" نحو تبني نهج يقوم على الابتكار، وقد فعلت كل هذا من خلال فهمها المختلف لعمليتي النمو والمرونة.

أما مريم المنصوري فقد طاردت حلمها بشكل مختلف، وقد دخلت مجالاً يعتبره الناس في بلادنا حكراً على الرجال، واليوم تعد مريم واحدة من الشخصيات الإماراتية التي نفخر ونعتز عندما نراها تجلس في قمرة القيادة، وتحلّق عالياً.

4. ما الذي جذبك للعمل في قطاع الطيران؟ وما هي أسباب شغفك بهذا المجال؟

ببساطة شديدة، تشكلت لدي الرغبة في الدراسة الأكاديمية والعمل في هذا القطاع منذ أن اطلعت على مذكرات العالم العربي فاروق الباز، وقد تعززت هذه الرغبة بدعم وتشجيع من الأستاذ الدكتور أسامة أبو زيد.

على الرغم من أن نسبة النساء العاملات في هذا القطاع لا تتجاوز 24% من إجمالي القوى العاملة فيه، إلا أن المساهمة الواضحة للمرأة في قطاع الطيران تدفعني بشغف للعمل في هذا القطاع، وتعزيز دور ومكانة دولة الإمارات في هذا القطاع الحيوي.

5. كيف ترين دور المرأة الإماراتية ومساهمتها خلال السنوات القادمة؟ وهل سيطرأ تغيير على دورها؟ وما هي برأيك أبرز أسباب هذا التغيير؟

ما من شك في أن الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة الإماراتية من قيادتنا الرشيدة سيكون له أثر كبير في إحداث تحول ملموس في خريطة القوى العاملة على مستوى الدولة.

سيتاح للمرأة الإماراتية أن تتقلد المزيد من المناصب القيادية، وتصبح صانعة قرار، وتشارك في عضوية مجالس الإدارات، ليس هذا فحسب، بل لن يعود هنالك أي تفضيل بين الجنسين في كثير من القطاعات والصناعات، وستفتح الأبواب أمام المرأة للاستفادة من قدراتها وإمكاناتها ومواهبها العديدة.

6. ما هي في رأيك أهمية الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية؟

نفعل هذا لنعبر عن اعتزازنا بما قامت به المرأة في الماضي، ولنكرّم ونقدّر ما تقوم به اليوم، ولنشجعها على المضي قدماً نحو المستقبل.

فالمرأة الإماراتية تستحق كل التكريم والتقدير من كل أفراد المجتمع وفئاته وقطاعاته.



عذراء الزعابي
رئيس قسم أمريكا الشمالية إدارة الأسهم الخاصة مجلس أبوظبي للاستثمار

 
تشغل عذراء الزعابي حالياً وظيفة رئيس قسم أمريكا الشمالية بإدارة الأسهم الخاصة في مجلس أبوظبي للاستثمار، حيث تدير محفظة صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية، وتقود الجهود الرامية لتطوير علاقات جديدة، إضافة لإدارة عمليات الاستثمار.

وهي أيضاً عضو لجنة عمليات الاستثمار في مجلس أبوظبي للاستثمار، وعضو مجلس إدارة شركة أبوظبي للاستثمار.

ولدت عذراء ونشأت في أبوظبي، وتخرجت في جامعة زايد، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في تخصص علوم الأعمال بتقدير امتياز. وحصلت في وقت لاحق على شهادة محلل مالي معتمد.

تحرص عذراء على أن تبقي نفسها على دراية واطلاع بكل ما يدور حولها، وتعمل دوماً على إثراء معرفتها العامة في مختلف المجالات والموضوعات.

تقضي عذراء أوقات فراغها مع عائلتها، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، والأفلام التي تستند في أحداثها على قصص حقيقية.

1. نود أن تطلعينا على مسيرتك المهنية في مبادلة؛ وما هي أبرز المحطات والفرص والتحديات التي واجهتك؟

التحقت بالعمل في مجلس أبوظبي للاستثمار في الفترة التي تلت تأسيس المجلس عام 2007، وبدأت مسيرتي المهنية في وظيفة محلل مساعد، ثم واصلت مسيرة الصعود حتى وصلت لمنصبي الحالي. وخلال تلك المدة، واجهت العديد من التحديات وسنحت لي الكثير من الفرص. ومن التحديات التي واجهتني أن المجال المهني الذي اخترته مجال يسيطر عليه الرجال عادة، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على نطاق العالم. وعلى الرغم من ذلك، فقد كان الأمر بالنسبة لي تحدياً جعلني أكثر تصميماً على التميز والتفوق وإثبات نفسي في هذا المجال.

وكشابة إماراتية، كنت محظوظة بأن لفت عملي انتباه الإدارة العليا في مجلس أبوظبي للاستثمار، هذه الإدارة التي جعلت في قمة اهتماماتها تنمية وتطوير الكوادر الوطنية المتميزة والأخذ بيدها.

ولعل من أبرز الفرص التي حظينا بها، وكان لها دور في تمكيننا، أن أتيحت لنا فرص حضور اجتماعات لجنة الاستثمار، حيث كنا نستمع لنقاشات الإدارة العليا حول فرص الاستثمار ومجالاته، والمزايا التي يتطلعون إليها في كل فرصة استثمارية، وكيف يقيّمون المخاطر المرتبطة بكل عملية استثمار.

وكانت تلك بالتأكيد، منهجية مختلفة ومفيدة للغاية، أتاحت لنا التعّلم بصورة غير مباشرة، من قبل الإدارة العليا والخبراء العاملين في هذا المجال.

2. من هن النساء اللاتي كن مصدر إلهام بالنسبة لك، ولماذا؟

لطالما ألهمتني النساء اللواتي يمتلكن العزيمة والتصميم على متابعة شغفهن وتحقيق أحلامهن، وكذلك أول سيدات يتقلدن وظائف معينة، فقد مهدّن بلا شك الطريق أمام نساء أخريات ليسلكن الدرب نفسه.

وبما أننا نتحدث عن الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية، فأستطيع القول إن الشيخة لبنى القاسمي، التي كانت أول إماراتية تتقلد منصباً وزارياً في تاريخ الدولة، تعد بالتأكيد واحدة من الملهِمات بالنسبة لي.

إنني على قناعة تامة بأن الإرادة والعمل الجاد سيمنحان صاحبهما في نهاية المطاف المكانة التي يستحقها، ورؤيتي لنساء ناجحات ومميزات يحفزني دوماً لمزيد من البذل والعطاء.

3. ما الذي جذبك للعمل في قطاع الاستثمار؟ وما هي أسباب شغفك بهذا المجال؟

في الحقيقة أنا سعيدة جداً لأنني أصبحت اليوم مختصة ومحترفة في مجال الاستثمار، على الرغم من عدم تخطيطي المسبق لهذا. ففي منتصف دراستي الجامعية، بدأت في استكشاف الفرص الوظيفية وأماكن العمل المميزة في أبوظبي والتعرف عليها. وقد كان خياري الأول الانضمام لأحد صناديق الثروة السيادية، نظراً لأنهم يطبقون معايير دقيقة في اختيار الموظفين، إضافة لاهتمامي الكبير بالحصول على خبرة عالمية، واكتساب المعارف من خلال تعاملي مع خبراء عالميين في هذا المجال.

واليوم أجد متعة كبيرة في عملي في مجال الأسهم الخاصة، لأن هذا النوع من الاستثمار يتسم بكونه طويل الأجل، ويتطلب أن يمتلك الشخص رؤية مستقبلية واضحة عند الإقدام على اتخاذ أي قرار استثماري. كما أن مجال الاستثمار في هذا المجال واسع ويغطي طيفاً كبيراً من القطاعات، ويتيح لك التعرف على الاتجاهات والتحولات في سلوك المستهلكين، ويعطيك مؤشرات للتطورات التي تطرأ على الاقتصادات.

4. ما هي رؤيتك لقطاع الاستثمار بعد 10 سنوات من الآن؟ وما هي الفرص التي سيوفرها هذا القطاع للمرأة برأيك؟

من الواضح أن قطاع الاستثمار يشهد نمواً متواصلاً، وأتوقع أن يكون أقل القطاعات تأثراً بالأتمتة، وذلك بالنظر لطبيعة التحليلات النوعية التي يتطلبها العمل في هذا المجال عند الشروع في اتخاذ أي قرار استثماري.

وقد لاحظت بالفعل ومنذ التحاقي بالعمل، زيادة ملحوظة في عدد النساء العاملات في هذا المجال، لكنني أتوقع وأتمنى أن تزداد هذه النسبة وتتضاعف، وأن نرى مزيداً من النساء في مناصب ومواقع قيادية.

5. كيف ترين دور المرأة الإماراتية ومساهمتها خلال السنوات القادمة؟ وهل سيطرأ تغيير على دورها؟ وما هي برأيك أبرز أسباب هذا التغيير؟

بالنظر إلى الجهود الكبيرة الرامية إلى تمكين المرأة الإماراتية، والقناعة التي ترسخت بأهمية دور ومكانة المرأة في عملية التنمية والتطوير التي

تشهدها الدولة، فإنني أتوقع أن نرى المزيد من الإماراتيات في مناصب قيادية مرموقة في القطاعين العام والخاص.

أتوقع أن أرى أيضاً المزيد من الإماراتيات يتقلدن وظائف في المجالات العلمية والتكنولوجية.

6. ما النصائح والتوجيهات التي تقدمينها لكل إماراتية تطمح وتخطط للعمل في مجال الاستثمار؟

إن ما نعيشه في حياتنا العملية، يختلف عن تلك الحياة التي عشناها خلال سنوات دراستنا الجامعية. فبيئة العمل تتيح قدراً عالياً من الاستقلالية والمسؤولية. أما ما درسناه في سنواتنا الجامعية فليس إلا مجموعة من الأدوات والمفاهيم التي تهيئنا للحياة العملية.

لذا أود أن أقول لكل اللائي يطمحن للعمل في مجال الاستثمار، ألاّ يتوقعن اكتساب المعرفة بسهولة ويسر، بل سيتعين عليهن العمل بجد وبناء خبرة تراكمية، والبحث عن السبل المناسبة التي تعينهن على اكتساب المعرفة.

ولكي تنجح الواحدة منا وتتقدم في أي وظيفة أو مجال عمل، يجب أن تكون لديها الإرادة والمقدرة، وأعتقد أن الإرادة هي العامل الأهم، فالذي يمتلك الإرادة والعزيمة يمكنه تطوير قدراته من خلال التدريب واكتساب خبرات جديدة.

إضافة لهذا، فمن الأهمية بمكان أن تكون لنا نظرة بعيدة المدى بشأن مسارنا المهني، وأن نكون مستعدات دوماً لأي تحديات أو عقبات أو خيبات أمل قد تواجهنا خلال مسيرتنا.

7. ما هي في رأيك أهمية الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية؟

لأن هذا الاحتفال يمثل في جوهره احتفالاً بإنجازات المرأة الإماراتية، وفرصة مناسبة للتعريف بالأدوار المميزة والمساهمات القيّمة التي قامت بها الإماراتية لوطنها، فتلك المساهمات تعد مصدر إلهام ليس لمواطني ومواطنات الإمارات فحسب، بل تشجع دولاً أخرى لتحذو حذو دولة الإمارات في تمكين المرأة وتعزيز دورها.



الدكتورة علياء المزروعي
استشاري الجراحة والمدير التنفيذي بالإنابة مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري
تشغل استشاري الجراحة، الدكتورة علياء المزروعي منصب المدير التنفيذي بالإنابة لمركز إمبريال كوليدج لندن؛ المركز الذي يعد اليوم مرفقاً طبياً عالمي المستوى في دولة الإمارات، حيث تعمل ضمن فريق طبي يعنى بدراسة مرض السكري ومضاعفاته، وسبل علاجه، وطرق الوقاية منه.

وتعمل الدكتورة علياء وفريق عملها على تقديم الرعاية الطبية والدعم للمرضى وعائلاتهم والمجتمع المحلي، للوقاية من مرض السكري وعلاج الحالات المرتبطة به، من خلال الرعاية السريرية الشاملة، والتثقيف الصحي والبحث العلمي، إضافة لاستمرار توفير التوعية اللازمة للمرضى، والتدريب المهني.

حصلت الدكتورة علياء على درجة البكالوريوس في الجراحة من كلية دبي الطبية، وتابعت تحصيلها العلمي في جامعة جنيف في سويسرا، لتكون بذلك أول شخص من دولة الإمارات يحصل على درجة الدكتوراه في الجراحة وفق النظام السويسري.

وهي أيضاً زميلة الكلية الملكية للأطباء في لندن بالمملكة المتحدة، وعضو الكلية الملكية للأطباء والجراحين في جلاسكو بالمملكة المتحدة، وجراح متميز في جراحات السمنة في الولايات المتحدة الأمريكية.

تُكرس الدكتور علياء معظم وقتها لتعزيز صحة المرأة، ودعم المرأة ومساندتها في قطاع الرعاية الصحية

1. من هي أبرز الشخصيات (من الرجال أو النساء) التي تعتبرينها مثالاً يحتذى في حياتك؟

أستطيع القول إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، هي الشخصية الرئيسية في حياتي.

إذ تلهمني على الدوام سمات التواضع والشهامة التي تتمتع بها سموها، أما تفانيها وحرصها ودعمها لمسيرة التنمية والتطوير، واعتزازها الكبير والدائم بثقافتنا وتراثنا، فهي عوامل تثير الحماس في نفسي، وتدفعني دوماً للمضي قدماً في هذه الحياة.

2. من هن النساء اللاتي كن مصدر إلهام بالنسبة لك، ولماذا؟

خلال سنوات نشأتي، رأيت الكثير من الإماراتيات الرائدات وقد شغلن العديد من المناصب القيادية، ومع ذلك لم أجد وقتذاك إماراتية واحدة دخلت مجال الجراحة.

وأذكر أنني كنت الفتاة الوحيدة خلال فترة برنامج زمالة الجراحة. وكان من أهم أسباب اختياري التخصص في مجال الجراحة هو رغبتي في فتح الباب وتمهيد الطريق أمام المزيد من الإماراتيات ليدخلن هذا المجال، إضافة إلى شغفي واهتمامي الشخصي بهذا التخصص.

3. ما هي المخاوف التي كانت لديك أثناء عملك ضمن خط الدفاع الأول خلال الأيام الأولى لانتشار جائحة كوفيد-19؟ وهل تبددت هذه المخاوف الآن؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل كنت ستقومين بعمل الأشياء بشكل مختلف؟ وما الذي تغيّر فيكِ على المستوى الشخصي؟

نحن في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، نتعامل مع شريحة تتسم بالضعف والهشاشة، فنحن نعتني بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وكذلك كبار السن المعرضين أكثر من غيرهم للأخطار. لذا كان تركيزنا منصباً خلال فترة الجائحة على ضمان تلقي مرضانا الرعاية الصحية التي يحتاجونها وبأكثر الطرق أماناً وسلامة. وقد ركزنا أيضاً على توفير الرعاية الطبية عن بعد، والدعم النفسي للمرضى الذين ساورهم القلق بخصوص حصولهم على أدويتهم خلال الفترة الأولى لانتشار جائحة كوفيد-19، لكننا استطعنا وبنجاح توفير الاحتياجات الطبية للمرضى، بما في ذلك الوصفات الطبية وخدمات سحب الدم، وإيصال ذلك للمرضى في بيوتهم.

كما حرص مقدمو الرعاية الصحية لدينا على التواصل اليومي مع المرضى، للتأكد من صحتهم وسلامتهم خلال تواجدهم في منازلهم.

وإن كان من شيء تعلمته خلال الشهور القليلة الماضية، فهو أنني بت على قناعة تامة بأننا إن عملنا يداً بيد، نستطيع أن نحقق ونقدم الكثير، من خلال تضامننا وتعاوننا وابتكارنا.

4. ما هي رؤيتك لقطاع الرعاية الصحية بعد 10 سنوات من الآن؟ وما هي الفرص التي سيوفرها هذا القطاع للمرأة برأيك؟

من الواضح أن قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، يسير للأمام، وبخطوات تفوق نمو القطاعات الصحية في كثير من دول العالم الأخرى.

لقد أثبتت التدابير الاستباقية لتي اتخذتها دولة الإمارات لمواجهة انتشار جائحة كوفيد-19، مدى مرونة وسرعة استجابة نظام الرعاية الصحية لدينا، الأمر الذي وضع الدولة في طليعة الدول الأكثر أماناً في العالم.

وخلال السنوات العشر القادمة، أرى أن المرأة الإماراتية ستحظى بالمزيد من الأدوار في المجالات الإدارية والقيادية، فاليوم لدينا العديد من الإماراتيات تبوأن مواقع متميزة في القطاع الطبي بفضل الدعم والتمكين من قبل قيادتنا الرشيدة

5. كيف ترين دور المرأة الإماراتية ومساهمتها خلال السنوات القادمة؟ وهل سيطرأ تغيير على دورها؟ وما هي برأيك أبرز أسباب هذا التغيير؟

أعتقد أن الإماراتيات يسرن بخطى سريعة نحو تولي مناصب قيادية. ففي كل يوم، تسهم الإماراتيات وعلى امتداد الوطن، في تحقيق الأهداف والتطلعات الوطنية وفي مختلف المواقع.

يوفر قطاع الرعاية الصحية للمرأة الإماراتية فرصاً عديدة للتميز والقيادة، لا سيما في مجالات البحث السريري، والتكنولوجيا، والابتكار، والتدريب السريري والإداري.

6. ما النصائح والتوجيهات التي تقدمينها لكل إماراتية تطمح وتخطط للعمل في قطاع الرعاية الصحية؟

تعلمنا أنه لا وجود لكلمة "مستحيل" في قاموسنا، فالطريق ممهدة أمام المرأة الإماراتية لتحصل على المعرفة والخبرة، وتحقيق النجاح.

وأقول لكل إماراتية تخطط لبدء مسيرتها المهنية في قطاع الرعاية الصحية، أن تحرص دوماً على التفاني في العمل، لأن هذا في نهاية المطاف سيؤتي ثماره، وسيعود عليها بالخير.

البدايات ليست دائماً سهلة ومريحة، لكن إن كانت إرادتك قوية، وعملت من أجل تحقيق ما تطمحين إليه فبالتأكيد سيكون النجاح حليفك وستصلين إلى هدفك.

أنا فخورة بالشابات الإماراتيات اللاتي أراهن يعملن اليوم في قطاع الرعاية الصحية، ولا يساورني الشك في أنهن سيتقلدن مناصب قيادية في المستقبل.



فاطمة النعيمي
مسؤول- استثمارات الأسهم الخاصة مبادلة للاستثمارات المالية
التحقت فاطمة بالعمل في مبادلة للاستثمارات المالية عام 2011 وذلك بعد تخرجها من الجامعة. وهي تشغل اليوم منصب مسؤول فريق استثمارات الأسهم الخاصة، ويتمثل دورها في تحديد وتقييم وإدارة استثمارات الأسهم الخاصة عبر مجموعة متنوعة من القطاعات على مستوى العالم.

ولدت فاطمة ونشأت في أبوظبي، وكانت على الدوام شغوفة ومهتمة بعالم الاستثمار ومجالاته.

في سنوات دراستها الثانوية، طلبت فاطمة من والديها مبلغاً من المال لغرض استثماره في الأسواق العامة، ورغم افتقارها في ذاك الوقت للخبرة في مجال الاستثمار، إلا انها أدركت أن هذا هو المجال الذي تريد أن تعمل فيه في المستقبل.

ولذلك اختارت فاطمة تخصص إدارة الأعمال، وحصلت في وقت لاحق على شهادة محلل مالي معتمد، وشهادة محلل الاستثمار البديل المعتمد.

واليوم، هي أم لطفلين هما محمد ودانة، وخبيرة الاستثمار التي طالما تصورتها في مخيلتها خلال السنوات الماضية

1. نود أن تطلعينا على مسيرتك المهنية في مبادلة؛ وما هي أبرز المحطات والفرص والتحديات التي واجهتك؟

بالنسبة لي أستطيع أن أصف السنوات التسع التي قضيتها في مبادلة بالسنوات المدهشة.

أعتقد أن الفرص والمجالات العديدة التي تتاح لنا في مبادلة لا تتوفر في أي مكان آخر، وذلك بسبب ما تتمتع به الشركة من شبكة علاقات متنوعة وفريدة، وتدفق الصفقات بشكل كبير، والديناميكية الفريدة التي نتمتع بها وتتيح لنا إمكانية البيع أو الشراء في كل صفقة استثمارية.

ولم يقتصر العمل في مبادلة على إتاحة الفرصة لي للدخول في عوالم الاستثمار فحسب، بل منحني أيضاً الفرصة للتواصل والاحتكاك مع أبرز وأهم العقول في مجال الاستثمار.

2. من هي أبرز الشخصيات (من الرجال أو النساء) التي تعتبرينها مثالاً يحتذى في حياتك؟

إن مثلي الأعلى هو القائد المؤسس والأب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد سلطان آل نهيان، فقد كانت حكمته وبصيرته سابقة لعصره وفي شتى المجالات، بما في ذلك رؤية لحقوق المرأة.

لقد كان سموه من أشد المدافعين عن حق المرأة في التعليم والتمكين، ومهّد بتوجيهاته السديدة الطريق لدولة الإمارات لتصبح واحدة من أكثر الدول تقدماً على المستوى العالم، في مجال تعزيز الأدوار القيادية للمرأة وتمكينها.

3. ما الذي جذبك للعمل في قطاع الاستثمار؟ وما هي أسباب شغفك بهذا المجال؟

العمل في الاستثمار في مجال الأسهم الخاصة يتسم بالديناميكية، فهو يتيح لنا التواصل والانخراط في قطاعات صناعية متعددة، بهدف أساسي هو إيجاد شركات جيدة، ومساعدتها لتصبح شركات مرموقة.

فقد نركز اليوم مثلاً على شركة إعلامية أمريكية، في حين ننتقل في الأسبوع القادم لنركز على شركة فرنسية للرعاية الصحية، وأنا شخصياً أحب ما أفعله، لأن نطاق العمل يتسم بالعمق والاتساع، وهذا يعني أنني أتعلم باستمرار وأواجه التحديات، وكما يقال، كل يوم يحمل معه شيئاً جديداً.

4. ما هي رؤيتك لقطاع الاستثمار بعد 10 سنوات من الآن؟ وما هي الفرص التي سيوفرها هذا القطاع للمرأة برأيك؟

إن التغيّر التكنولوجي اليوم يلقي بظلاله على طريقة تفكيرنا في مجال الاستثمار.

فالفرص الاستثمارية تتوسع أفقياً عبر قطاعات متنوعة كالرعاية الصحية والاستهلاك والعقارات، كما أنها تجعل الاستثمار أكثر سهولة عبر الوصول عمودياً لمستثمري التجزئة والأجيال الجديدة.

5. كيف ترين دور المرأة الإماراتية ومساهمتها خلال السنوات القادمة؟ وهل سيطرأ تغيير على دورها؟ وما هي برأيك أبرز أسباب هذا التغيير؟

سوف تستمر المرأة الإماراتية في التقدم وتقلّد أدوار قيادية وذلك بفضل ما تحظى به من دعم وتمكين من قيادتنا الرشيدة، وستسهم المرأة الإماراتية بلاشك في عملية التطوير التي تشهدها الدولة.

6. ما النصائح والتوجيهات التي تقدمينها لكل إماراتية تطمح وتخطط للعمل في مجال الاستثمار؟

العمل في مجال الاستثمار في الأسهم الخاصة يتطلب الكثير من الجهد، لكنه مجز في الوقت ذاته، لذا فإن نصيحتي هي الاستفادة قدر الإمكان من السنوات المبكرة واستثمار الوقت والطاقة لبناء أساس قوي ومتين، واكتساب مجموعة من المهارات الأساسية، كما أنصح كل من ترغب في دخول هذا المجال للتركيز بشكل كبير والسعي قدر الإمكان لاكتساب المزيد من الخبرات والتجارب.

كما أنصح بضرورة التركيز على تطوير القدرات والمهارات الكمية والنوعية، فهما على نفس القدر من الأهمية، وأنصح أيضاً بأن نسعى دوماً لطلب المعرفة وألاّ نخجل من طرح الأسئلة الصعبة.

7. ما هي في رأيك أهمية الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية؟

المرأة الإمارتية تتمتع بصفات قيادية طبيعية، فهي التي تدير شؤون منزلها بكفاءة واقتدار، وقد برزت أيضاً وتقلدت مناصب قيادية في مختلف مجالات الصناعة، بما فيها تلك التي ظلت خاضعة لهيمنة الرجال .لذا فمن المهم إبراز دور المرأة الإماراتية ومساهمتها في عملية التنمية والتطوير التي شهدتها الدولة.

human