تأثيرنا

موهبة فنية إماراتية تتألق في واشنطن العاصمة

دعم التواصل الثقافي من خلال الرياضة

استمتع عشاق الرياضة في واشنطن العاصمة بأسبوع مليء بالإثارة مع منافسات التنس، حيث تنافس نخبة من اللاعبات واللاعبين العالميين على الفوز بكأس بطولة مبادلة سيتي دي سي المفتوحة، التي اختتمت يوم الأح الماضي.

تعد هذه البطولة الوحيدة في العالم التي تجمع بين رابطة محترفي التنس (ATP) ورابطة محترفات التنس (WTA) بتصنيف 500 نقطة. وقد شهدت نسخة 2024 مشاركة تسعة من بين أفضل 20 لاعباً ولاعبة في العالم، من بينهم أبطال فازوا بالبطولات الكبرى، إلى جانب بعض اللاعبين المبرزين على الصعيد المحلي.

وقد بادرت مبادلة برعاية هذه البطولة في إطار التزامها بالارتقاء بالرياضة. وباعتبارها شركة استثمارية مقرها الإمارات وتتمتع بحضور عالمي، تسعى مبادلة إلى إبراز هويتها الثقافية في الفعاليات الدولية من خلال تسليط الضوء على ثقافة دولة الإمارات والمساهمة في تعزيز علاقتها بدول العالم، إلى جانب إبراز العلامة التجارية لمبادلة في الأسواق المختلفة.

وفي إطار سعيها للاحتفاء بالثقافة الإماراتية في هذا الحدث الدولي، قامت مبادلة بتكليف فنانة إماراتية بتصميم كأس تجسد روح الابتكار والإبداع في الإمارات.

عزة القبيسي فنانة إماراتية ذات مواهب متعددة تشمل تصميم المجوهرات، وتصميم المنتجات، والنحت، إلى جانب ريادة الأعمال، وهي تتمتع بحضور عالمي حيث سبق لها عرض أعمالها في عدد من مدن العالم من بينها لندن وهلسنكي وبرلين وميلانو.

عزة كانت حاضرة شخصياً عندما تم تسليم كأسها للبطلة الفائزة، بولا بادوسا. ووصفت مشاعرها في تلك اللحظة بقولها: "غمرني شعور بالفخر والفرح لا يوصف وأنا أشاهد كأسي في يد نجمة تنس مشهورة في هذا الحدث الرياضي الدولي المرموق. فقد عبّرت تلك اللحظة عن التواصل العميق مع العالم، وآمل أن تفتح الطريق أمام مزيد من الحضور للفنانات الإماراتيات على الساحة الدولية."

صممت الكأس على هيئة الحرف “W" وهو الحرف الأول لكلمة امرأة ولكلمة "انتصار" في الإنجليزية وهو أيضاً الحرف الأول لاسم العاصمة الأمريكية ولرابطة محترفات التنس، ويرمز التصميم إلى التمكين والقدرة السريعة على التكيّف وتحقيق الإنجازات بسلاسة مطلقة تجمع بين الإبداع ورياضة التنس. ويعكس شكله الديناميكي التوازن والحركة في المباراة، ويرمز النقش الحلزوني للطاقة المنبعثة من كرة التنس أثناء اللعب، مما يجعل هذه الكأس ليست مجرد جائزة، بل قطعة فنية تحكي قصة الانتصار والعزيمة.

هذا التعاون بين عزة ومبادلة ليس هو الأول، فقد سبق لها تصميم كأس بطولة مبادلة العالمية للتنس في عام 2009، التي فاز بها رافائيل نادال. ومؤخراً في فبراير 2024، قامت بتصميم كأس بطولة مبادلة أبوظبي المفتوحة للسيدات.

عبّرت عزة عن سعادتها بهذا التعاون قائلة: "شرف كبير لي أن أحصل على هذه الفرصة كامرأة إماراتية. إنها لفتة بارعة من مبادلة تعكس مكانة دولة الإمارات كدولة متقدمة تهتم بدعم الفنون والرياضة."

وتجري عزة مقارنة بين الفرص التي تحظى بها الفنانة الإماراتية وما تحصل عليه نظيراتها في العالم، حيث تقول إن النساء على مستوى العالم يحصلن على أقل من 10% من الفرص المتاحة في سوق الفن اليوم، بينما يستأثر الرجال بالغالبية العظمى. وتؤكد عزة أن الدعم الواسع والفرص التي تحظى بها الفنانات الإماراتيات تقف شاهدة على تقدم دولة الإمارات وتفوقها في مختلف المجالات.

وفيما يتعلق بمصادر إلهامها، تقول عزة إنها اكتشفت شغفها بالفن منذ سنوات الطفولة. "منذ نشأتي الباكرة كنت مهتمة جداً بالألوان والرسم وكنت متحمسة لحضور دروس في الرسم حتى بعد وقت المدرسة."

وفي السنوات اللاحقة أتيحت لها الفرصة لمواصلة تعليمها في لندن، وهناك اكتشفت أن الفن يمكن دراسته، تماماً مثل الهندسة والطب فقررت الالتحاق ببرنامج تأسيسي في كلية تشيلسي للفنون والتصميم.

وتعرب عزة عن امتنانها العميق لوالديها، إذ كان دعمهما أساسياً في مساعدتها على متابعة شغفها. "دائماً ما أقول إن والدي منحني التذكرة الذهبية لأنه سمح لي منذ سن مبكرة باختيار مجال دراستي."

وعند عودتها إلى الوطن، لم يكن لديها أي شكوك حول خطواتها التالية. "أول شيء قمت به هو العثور على مكان وإنشاء مساحة لإنشاء ورشة عمل لأمارس أعمالي الإبداعية. كنت متأكدة من أنني أريد أن أكون فنانة متفرغة لفني وإبداعي."

كان مدخلها إلى الممارسة الفنية هو فن تصميم المجوهرات. "ظننت أنني سأظل طوال حياتي حبيسة هذا المجال، ولكن سرعان ما اكتشفت أنني لا أتهيب المغامرة والدخول في أعمال أكبر حجماً. وهكذا ظللت أنتقل من حجم إلى آخر. لا أعرف حتى الآن كيف اكتسبت هذه القدرة، لكنني أعتقد أننا جميعاً نمتلك قدرات مختلفة نكتسبها في سن مبكرة، ولابد أنها كانت في طفولتي."

كانت الخطوة التالية لعزة هي عرض أعمالها للجمهور، وخلال تلك الفترة تم تكليفها بتصميم بعض الهدايا لإحدى الجهات في أبوظبي. وأدركت منذ ذلك الحين أن ذلك العمل وسيلة جيدة لكسب رزقها. وهكذا ظلت تعمل في مجال تصميم المنتجات لأكثر من عقدين.

وتؤكد عزة: "لم أعمل أبداً في وظيفة حكومية. فقد انصبّ تركيزي على بناء مسيرتي كفنانة ومصممة."

التأثيرات الخارجية

بالنسبة لتأثير الإقامة في الخارج على تطورها كفنانة، تقول عزة: "أعتقد أنه عندما تغادر وطنك - عندما تكون خارج الصندوق - تستطيع أن تكتشف ذاتك كإنسان. فخلال السنوات الخمس التي قضيتها في لندن، اكتشفت مدى حبي واعتزازي ببيئتي. رأيت نفسي كنتاج لهذه البيئة. أدركت مدى ارتباطي الوثيق بها، وأردت من خلال فني أن أحكي قصتها."

ليس ذلك فحسب، فقد وضعتها الإقامة في الخارج وجهاً لوجه أمام سؤال الهوية. "كان ذلك من أوائل الأسئلة التي واجهتها، وفي محاولة للعثور على إجابة لهذا السؤال، استخدمت النخلة وشجرة القرم في سلسلة "البحث عن الهوية"، وهي من أولى أعمالي، وما زال البحث مستمراً حتى الآن، بعد عقدين."

وكجزء من محاولتها للإجابة على سؤال الهوية، عملت عزة على موتيفات مرتبطة بالماضي، مثل استخراج اللؤلؤ، حيث سلطت الضوء على حياة أجدادها قبل اكتشاف النفط. "أردت أن أظهر أننا لم نكن جالسين على طبق من ذهب، بل كنا نعمل بجد. لذلك فإن المعرفة العميقة بمجتمعنا أمر ضروري لفهم من أكون اليوم وللإعداد للمستقبل."

 

عزة القبيسي

 

 

 

 

  • وُلدت في أبوظبي ودرست في لندن، حيث حصلت على درجة الماجستير في صناعة الثقافة والإبداع من كلية التقنية العليا (HCT- CERT) وعلى درجة البكالوريوس في صياغة الفضة وتصميم المجوهرات والحرف المتصلة بها من كلية لندن غيلدهول. 
  • عُرضت أعمالها محلياً ودولياً في معارض جماعية وفردية، حيث مثلت الإمارات في مهرجان "1001 خطوة" في هلسنكي، فنلندا عام 2004 وكانت أول فنانة تعرض في مركز دبي المالي العالمي عام 2005. كما عرضت أعمالها في معرض "لغة الصحراء" في أبوظبي، ومعرض "ثلاثة أجيال" الذي نظمته مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون (ADMAF) في سوذبيز لندن، ومعرض اليوم الوطني الإماراتي في إكسبو ميلانو 2015، ومعرض "بورتريه أمة" الذي نظمته ADMAF في أبوظبي 2016 وبرلين 2017
  • نُشرت أعمالها في عدة كتب ومنشورات، حيث تم نشر تصميمات لها مأخوذة من سلسلة ""حياة" " وسلسلة "بريق العود" في كتاب "500 قرط: اتجاهات جديدة في فن المجوهرات المعاصرة: 2007" من دار Lark Books.
  • حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية، بما في ذلك جائزة المجلس الثقافي البريطاني للشباب المبدعين (YCE)، وجائزة الإمارات للمرأة في فئتي الأعمال والمساهمات الاجتماعية

قد يعجبك أيضاً

23_women-on-the-course-of-zayed
26_women-as-partners-in-giving
10_the-next-generation-of-healthcare-pioneers
29_sparking-an-interest-in-stem
30_mubadala-career-tours
13_making-a-lasting-impact-in-a-rapidly-changing-world
12_investing-in-strategic-partnerships
21_investing-with-impact
17_international-womens-day
02_how-emirati-women-can-become-pioneers-of-the-local-and-global-energy-sector
human